مبنى المعارض الملكي (ملبورن)

مبنى المعارض الملكي هو مبنى مدرج ضمن قائمة التراث العالمي في ملبورن، فيكتوريا، أستراليا، انتهى بناؤه في عام 1880.
مبنى المعارض الملكي (ملبورن)
Location
الاسم باللغة الأصليةRoyal Exhibition Building
لغة الاسم الأصليالإنكليزية

مبنى المعارض الملكي هو مبنى مدرج ضمن قائمة التراث العالمي في ملبورن، فيكتوريا، أستراليا، انتهى بناؤه في عام 1880 كجزء من حركة المعارض الدولية، والتي قدمت أكثر من 50 معرضًا بين عامي 1851 و1915 حول العالم. يشغل المبنى مساحة 26 هكتارًا تقريبًا (64 فدانًا) ويبلغ طوله 150 مترًا (490 قدمًا) وتحيط به أربعة شوارع رئيسية.[1]

نراه اليوم في قلب حدائق كارلتون، وعلى أطراف شوارع فيكتوريا وكارلتون وراثداون، بتاريخه الذي يعود إلى القرن التاسع عشر حين بني لاستضافة معرض ملبورن الدولي في عامي 1880 و1881. واستضاف فيما بعد المعرض الدولي المئوي الأكبر في عام 1888 وحفل الافتتاح الرسمي لأول برلمان أسترالي في عام 1901.

يُعد المبنى تجسيدا للغنى والكبرياء الذين حظيت بهما فيكتوريا في سبعينيات القرن التاسع عشر.[2]

نجا الجزء الرئيس من المبنى، المعروف اليوم بالقاعة الكبرى، من التدمير والحرائق رغم مرور العقود. خضع المبنى خلال فترة التسعينيات لعمليات ترميم شاملة، وفي عام 2004 أضيف إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو. وبذلك أصبح أول مبنى في أستراليا يحظى بهذا التكريم، كما يعتبر واحدًا من آخر المباني الكبرى المتبقية من القرن التاسع عشر حول العالم.

يقع المبنى بجوار متحف ملبورن ويعد أكبر قطعة أثرية ضمن مجموعة متحف فيكتوريا. يُستخدم المبنى اليوم لاستضافة معارض وفعاليات متعددة، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من أنشطة متحف ملبورن.

نظرة تاريخية

صمم مبنى المعرض الملكي من قبل المهندس المعماري جوزيف ريد، شركة ريد آند بارنز للهندسة المعمارية، والذي صمم أيضًا قاعة مدينة ملبورن ومكتبة الولاية في فيكتوريا وحدائق الباروك. يعتبر مبنى المعارض الملكي من أكبر التصاميم المكتملة لشركة ريد آند بارنز.[2]

استوحى جوزيف ريد تصميم مينى المعارض الملكي الاختزالي من العديد من المصادر التي تكونت من الطوب والخشب والصلب والسليت، وتمثلت فيه الأنماط البيزنطية والرومانية واللومباردية وتصاميم عصر النهضة الإيطالية.[3]

صُممت قبة المبنى على غرار كاتدرائية فلورنسا، في حين تأثرت الأجنحة الرئيسية بأسلوب العمارة القوطية وعدة مباني أخرى من نورماندي، وكاين وباريس.[4] يتميز المبنى بحجمه الكبير على غرار فن العمارة الفرنسي "عمارة الفنون الجميلة"، حيث يأخذ المبنى شكل صليب لاتيني مع أجنحة طويلة متناظرة شرقًا وغربًا حول القبة المركزية، و جناح أقصر إلى الشمال.[1]

لازالت القاعة الكبيرة بحالة جيدة، متوجة ببرج ثماني الأضلاع وقبة ترتفع 68 متراً وعرضها 18.3 متر، مُشكلة باستخدام الحديد الزهري والهيكل الخشبي بطبقتين. تسمح النوافذ في برج القبة بدخول أشعة الشمس لإضاءة المكان طبيعيا.

طليت الجدران الداخلية وفقًا للألوان التي كانت سائدةً في عام 1901، ووضعت لوحة جدارية وعبارة "ترحب فيكتوريا بجميع الأمم" تحت القبة يعود تاريخها إلى عام 1888.[5] ركبت أولى المصابيح الكهربائية في المعرض في عام 1888، لإقامة المعرض الدولي المئوي ، مما جعله أحد أولى المعارض في العالم التي يمكن التجول فيها ليلا.

تغيرت تصاميم المعرض الداخلية بين عامي 1880 و 1888. حيث تركت الجدران مكشوفة وصبغت النوافذ والأبواب الخشبية باللون الأخضر في عام 1880. طليت الجدران لأول مرة في عام 1888. وزينها المصمم جون روس أندرسون.[6]

بني المعرض على يد ديفيد ميتشل، الذي قام أيضًا ببناء كنيسة الاسكتلنديين وكاتدرائية القديس باتريك. كان أيضًا والد المغنية الأوبرالية الأسترالية المشهورة نيلي ميلبا، التي غنت في حفل افتتاح دار البرلمان المؤقتة في كانبر عام 1927. كان ميتشل أيضا عضوًا في مجلس الجمعية الملكية الزراعية وكذلك جمعية المقاولين والبنائين.[6]

وضع حاكم ولاية فيكتوريا جورج بوين في 19 فبراير 1879 حجر الأساس للمبنى الذي اكتمل بناؤه في غضون 18 شهراً فقط، وافتتح في الأول من شهر أكتوبر لعام 1880 باسم معرض ملبورن الدولي. تكون المبنى من قاعة كبيرة تمتد على مساحة تزيد عن 12,000 متر مربع، بالإضافة إلى ملحقات أقل ارتفاعًا تمتد نحو الشمال من الجهتين الشرقية والغربية، والعديد من الصالات بينها.

1880–1901

استضاف المبنى في عقد 1880 معرضين دوليين: معرض ملبورن الدولي في عام 1880 ومعرض ملبورن الذكرى المئوية في عام 1888، للاحتفال بمرور قرن على الاستيطان الأوروبي في أستراليا.

كان افتتاح أول برلمان لأستراليا في 9 مايو 1901 من أبرز الأحداث التي عقدت في المبنى، بعد افتتاح الكومنولث الأسترالي في الأول من يناير.

انتقل البرلمان الفيدرالي بعد الافتتاح الرسمي إلى دار البرلمان في ولاية فيكتوريا، ونقل البرلمان الفيكتوري إلى مبنى المعرض للسنوات الـ 26 التالية.

أعلنت كونتيسة هوبتون زوجة الحاكم العام عن اسماء الفائزين في مسابقة تصميم العلم الوطني الأسترالي في 3 سبتمبر 1901. ورفع علم كبير بمقاس 11X5.5 متر فوق قبة مبنى المعرض الملكي.[7]

1901–1979

استضاف المبنى المعرض الدولي الفدرالي الأسترالي في عام 1902. وشهد المبنى استخدامات متعددة بعد هذا الوقت، وخصوصا خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1919، تم استخدام المبنى كمستشفى لعلاج حالات الإنفلونزا.[8]

أصبح المبنى يعرف وسط السكان بـ "الفيل الأبيض" بعد تراجع حالته أوائل الأربعينيات[9]. وكانت هنالك خطط لاستبدال المبنى بمبان مكتبية في الخمسينيات، كما حدث مع العديد من المباني في ملبورن في ذلك الوقت.[10]

طرح أعضاء مجلس مدينة ملبورن هذه القضية للتصويت وقُرر حينها عدم هدم المبنى.[11]

احترق الجناح الذي كان يضم حوض أسماك ملبورن في عام 1953. شُيِّدت القاعة لأولمبياد صيف 1956 واستضافت منافسات كرة السلة، رفع الأثقال، المصارعة، وجزء مبارزة الجمباز الحديث.[12][13]

ظل المبنى مكانًا للاحتفالات الأسبوعية الاعتيادية خلال الأربعينات والخمسينات، وأُقيمت فيه معارض للقوارب والسيارات ومعارض منتظمة أخرى لصناعة البناء والمنازل على مر العقود في تلك الفترة.

كما استخدم أيضًا لإجراء امتحانات المدارس الثانوية وشهادة التعليم الثانوي في ولاية فيكتوريا خلال الخمسينات والستينات والسبعينات، بالإضافة إلى العديد من الأغراض الأخرى.

هدم الجناح الغربي للمبنى في السبعينات.[14] وهدمت القاعة الكبرى الباقية من القاعات الأصلية في عام 1979، واستبدلت بمبنى جديد على نفس الأرضية يوفر مساحة أكبر للمعرض في عام 1980.

كشفت الأميرة ألكسندرا في 1 أكتوبر 1980، خلال زيارتها لفيكتوريا، عن لوحة تذكارية تخليداً لافتتاح "قاعة الذكرى المئوية" و لوحة تذكارية أخرى للتعريف بلقب المبنى "الملكي" الذي أطلقته الملكة.

1980 - وقتنا الراهن

بدأت تبرز أهمية التراث المعماري للمبنى بعد احتجاجات على هدم قاعته الكبرى، وتعيين أمناء جدد ورئيس جديد في عام 1983. وأُجري أول تقييم للحفاظ على المبنى على يد آلان ويلينغهام في عام 1987، ووجدد المبنى واستعيدت القاعة الكبرى تدريجيا على مدى العقود اللاحقة.[15]

اقترح رئيس حكومة ولاية فيكتوريافي عام 1996 آنذاك، جيف كينيت، موقع وبناء متحف الولاية في موقف السيارات الشمالي، ما استدعى هدم الملحقات المبنية في الستينات بين عامي 1997-1998.

أقيم معرض ملبورن للفنون الذي يقام كل سنتين في مبنى المعارض الملكي من عام 1988 إلى عام 2014.[16][17]

كان موقع متحف ملبورن بالقرب من مبنى المعرض محط اعتراض شديد من قبل حزب العمل في ولاية فيكتوريا، ومجلس مدينة ملبورن، وبعض أفراد المجتمع المحلي.

اقترح جون برومبي، زعيم المعارضة في ذلك الوقت، بدعم من مجلس مدينة ملبورن، ترشيح مبنى المعرض الملكي لتسجيله على قائمة التراث العالمي نتيجة للحملة التي قادها المجتمع ضد تطوير المتحف.

لم يقدم ترشيح المعرض ليضاف على قائمة التراث العالمي إلى حين انتخاب حزب العمل في ولاية فيكتوريا لرئاسة حكومة عام 1999.

أدرج مبنى المعرض الملكي وحدائق كارلتون كموقع تراث عالمي في 1 يوليو 2004، ويعتبر من أوائل المبناي في أستراليا التي تحصل على هذا التصنيف.

ينص تصنيف قائمة التراث على أن: "مبنى المعارض الملكي هو الوحيد من فئة مباني المعارض الكبيرة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي لا تزال قائمة في أستراليا. وهو واحد من أبنية المعارض الكبيرة القليلة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا في جميع أنحاء العالم."

بدأت إدارة متحف فيكتوريا مشروعاً كبيراً في أكتوبر 2009، لاستعادة حديقة ألمانيا عند المدخل الغربي للمعرض. وهي نفس المنطقة التي عبدت بالاسفلت سابقا لاستخدامها كموقف للسيارات.[18]

الترميم

شملت التجديدات الأرضيات الخشبية وخدمات المبنى والاكساءات الخارجية والأعمال الحجرية. واستبدلت السلالم الخشبية بأخرى خرسانية لكونها أكثر أمانا، مع المحافظة على اصالة المبنى خلال جميع مراحل الترميم.

أزيلت جميع الإضافات مثل الملحقات الشرقية والغربية وكتلتي بناء في الشمال. ومنحت الحكومة الأسترالية 20 مليون دولار ضمن خطة لإجراء المزيد من التجديدات لحماية وتعزيز بنية مبنى المعارض الملكي. خضعت فيها الواجهة الجنوبية وقبة قاعة الاحتفالات لأعمال الترميم لتكون جزءًا من تجربة جديدة بالنسبة للمعرض.

أشرفت على هذه المشاريع كل من وزارة البيئة والطاقة الأسترالية، وتراث فيكتوريا، وإبداع فيكتوريا ومتاحف فيكتوريا.[19]

الاستخدام الحالي

استخدم مبنى المعارض الملكي كمركز للتطعيم الشامل ضد فيروس كوفيد-19، بإدارة مستشفى سانت فينسنت.[20]

يستخدم مبنى المعرض الملكي كمركز لعقد امتحانات لجامعة ملبورن، ومعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا، ومدرسة ملبورن الثانوية، ومدرسة نوسال الثانوية، ومدرسة ماك. روبرتسون للفتيات الثانوية، ومدرسة سوزان كوري الثانوية.

لم يعد المبنى من أكبر مراكز المعارض التجارية في ملبورن. وأضحى البديل الحديث له مركز ملبورن للمؤتمرات والمعارض، الذي يقع في ساوث بانك إلى الجنوب من وسط مدينة ملبورن.


معرض صور

المراجع

  1. 1٫0 1٫1 "Royal Exhibition building and Carlton Gardens" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2023-09-03.
  2. 2٫0 2٫1 "Royal Exhibition Building and Carlton Gardens, World Heritage Management Plan" (PDF). مارس 2013. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-09.
  3. "Royal Exhibition Building and Carlton Gardens". United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization. 2004. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-14.
  4. Willis، Elizabeth (2004). The Royal Exhibition Building, Melbourne. A Guide. Melbourne, Victoria: Museum Victoria. ص. 2. ISBN:0-9577471-4-4.
  5. "The Royal Exhibition Building of "Marvellous Melbourne"". TheGuardian.com. 6 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-14.
  6. 6٫0 6٫1 "The Building". اطلع عليه بتاريخ 2018-11-14.
  7. It's an Honour نسخة محفوظة 19 February 2013 على موقع واي باك مشين.
  8. "Melbourne at War – Stop 7". Heritage Council of Victoria (بen-AU). 26 Mar 2015. Archived from the original on 2021-03-19. Retrieved 2021-03-19.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)
  9. "The Royal Exhibition Building نسخة محفوظة 4 January 2012 على موقع واي باك مشين." museumvictoria.com.au. URL accessed on 6 November 2007.
  10. "Who will save Melbourne from the wrecker's ball? نسخة محفوظة 3 October 2012 على موقع واي باك مشين." theage.com.au 15 March 2004. URL accessed on 5 September 2006.
  11. Wills، Elizabeth (2004). The Royal Exhibition Building, Melbourne. A Guide. Melbourne, Victoria: Museum Victoria. ص. Foreword. ISBN:0-9577471-4-4.
  12. "The Royal Exhibition Building in Melbourne" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2011-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-09.
  13. 1956 Summer Olympics official report. نسخة محفوظة 12 September 2008 على موقع واي باك مشين.. p. 43.
  14. "The Building: Royal Exhibition Building". museumsvictoria.com.au.
  15. "Global status for our greatest building" نسخة محفوظة 12 September 2011 على موقع واي باك مشين., 21 October 2002. URL accessed on 5 September 2006.
  16. "Review: Melbourne Art Fair Viewing Rooms". ArtsHub Australia. 9 يونيو 2020. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-30.
  17. Francis، Hannah (9 يوليو 2019). "Melbourne art fair returns with design flair". The Sydney Morning Herald. اطلع عليه بتاريخ 2021-09-30.
  18. "World Heritage, World Futures" museumvictoria.com.au. URL accessed on 12 March 2010.
  19. "Major Project". اطلع عليه بتاريخ 2018-11-14.
  20. Richards, Tim (11 Jun 2021). "'It's stunning': Australia's UNESCO World Heritage-listed vaccine hub". Traveller (بen-au). Retrieved 2021-11-02.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)