الخاقانية التركية الأولى

الخاقانية التركية الأولى جوقتورك خاقانات،أو جوكتورك خاقانات، هي خاقانية تركية أسستها في آسيا الداخلية عشيرة أشينا الجوقتوركية بقيادة الخاقان بومين وأخيه.
الخاقانية التركية الأولى عام 576 م
الخاقانية التركية الأولى عام 576 م

الخاقانية التركية الأولى أو الإمبراطورية التركية الأولى، أو الخاقانية التركية، أو جوقتورك خاقانات،أو جوكتورك خاقانات، هي خاقانية تركية أسستها في آسيا الداخلية عشيرة أشينا الجوقتوركية خلال العصور الوسطى بقيادة الخاقان بومين وأخيه الخاقان إستامي. حلت الخانقانية التركية الأولى محل خاقانية الروران وهيمنت على هضبة منغوليا وبسطت سيطرتها بسرعة في آسيا الوسطى، وأصبحت أول إمبراطورية امتدت عبر قارتين من منشوريا شمالي شرقي آسيا وصولا إلى البحر الأسود في أوروبا.

على الرغم من أن اللغة التركية القديمة (الشرقة) كانت لغة الجوقتورك، إلا أن النصوص والعملات المعدنية الرسمية المبكرة للخاقانات كتبت باللغة الصغدية. حلت الخاقانية التركية الشرقية والخاقانية التركية الغربية محل الخاقانية التركية الأولى في عام 603، بعد سلسلة من الصراعات والحروب الأهلية.

غزت إمبراطورية تانغ كلا من الخاقانيتين: الخاقانية التركية الشرقية في عام 630م والخاقانية التركية الغربية في عام 657م إبان عدة حروب. وظهرت الخاقانية التركية الثانية في عام 682م واستمرت حتى عام 744م بعدما أطاحت بها خاقانية الأويغور."

الخاقانية التركية الأولى

تعود بدايات تأسيس الخاقانية التركية الأولى إلى عام 546 بعدما قام الخاقان بومين بشن حرب استباقية ضد الأويغور والتيلي الذين تمردوا على خاقانية الروران، وكان بومين يأمل أن تكون مكافأته على هذه المساعدة هلى زواجه بأميرة من الروران. إلا أن خاقان الروران آنذاك يوجيولو أناغوي أرسل إلى بومين موبخا، وقال له "أنت عبدي الحداد. كيف تجرؤ على نطق هذه الكلمات؟".

يُرجَّح بعض الباحثين أن الجوقتورك أو الجوكتورك كانوا عبيدًا حدادين لخاقانات الروران، استنادًا إلى وجود مصطلح "العبد الحداد" في السجلات الصينية. ويعتقد هؤلاء الباحثون أن "عبودية الحداد" ربما كانت نوعًا من التبعية الإقطاعية في مجتمع الروران.[1][2][3][4]

وبحسب دينيس سينور، فإن هذه الإشارة توحي بأن هؤلاء الترك كانوا مختصين في صناعة المعادن، ومن الممكن أنهم كانوا مجرد عمال مناجم أو حدادين.[5][6] وأيا كان الأمر، فإن حقيقة أن الأتراك كانوا "عبيدا" لا يجب الأخذ بها حرفيا، لأنها لا تعني بالضرورة أنهم كانوا عبيدا بالفعل، بل ربما ارتبطوا بهم بعلاقة تبعية ما أو تحالفٍ غير عادل.[7]

تحالف بومين المحبط مع سلالة وي الغربية الصينية ضد عدوهم المشترك خاقانية الروران، من خلال الزواج من الأميرة تشانغله. وهزم يوجيولو أناغوي وقواته في عام 552 في معركة وقعت شمالي هوايهوانغ (تشانغجياكو حديثا ، خبي).[8]

أعلن بومين نفسه خاقانا جديدا وبرع في الحرب والسياسة، واتخذ من أوتوكان عاصمة له وتوفي بعد فترة وجيزة (شهر على الأغلب). وهزم ابنه، موقان خاقان، إمبراطورية الهياطلة (الهون البيض). وتعاون أخوه إستامي مع الإمبراطورية الساسانية لهزيمة وتدمير الهياطلة، الذين كانوا حلفاء للروران.

مكنت هذه الحرب عشيرة أشينا من بسط سيطرتها على طريق الحرير. وتعزز تحالفهم أسرة تشو شمالي الصين عام 568 بعد أن تزوجت الأميرة أشينا، ابنة موقان خاقان من الإمبراطور الصيني وو.

يُفسَّر ظهور خاقانية الآفار في الغرب على أنه نتيجة لهروب مجموعة بدوية من توسع الجوكتورك، ولا يوجد توافق في الآراء حول التفاصيل الدقيقة لهذه الهجرة نظرًا لعدم وجود مصادر واضحة تربط هذه الأحداث. يربط رينيه جروسيت بين خاقانية الآفار وسقوط الهياطلة، بدلاً من الروران،[9] بينما يجادل دينيس سينور بإعادة استخدام مصطلح الروران-آفار من مقال إلى آخر، ومن كتاب إلى آخر، دون وجود أي دليل يدعم هذا الطرح.[10]

قادت سياسة إستامي في التوسع غربًا الجوقتورك إلى أوروبا،[11] فعبروا مضيق كيرتش إلى شبه جزيرة القرم عام 576، وفرضوا حصارا على خيرسون بعد خمس سنوات، واستمرت غزواتهم في سهول شبه جزيرة القرم حتى عام 590.[12] كما وسع سيطرة دولته جنوبًا وصولًا إلى نهر جيحون (آمو داريا)، مما أدى إلى الصراع بين عشيرة أشينا وحلفائهم السابقين، الإمبراطورية الساسانية. وظل معظم أراضي باختريا (بما في ذلك البلخ) تابعة لعشيرة أشينا حتى نهاية ذلك القرن.[12]

العلاقات مع الإمبراطورية البيزنطية

لعب الجوقتورك دورا رئيسا في علاقة الإمبراطورية البيزنطية بالإمبراطورية الساسانية الفارسية.[13] ويعتقد أن أول تواصل كان في عام 563 بعدما هرب عبيد الأتراك (الآفار) إبان حربهم مع الهياطلة.[13][14]

حدث الاتصال الثاني بين إستامي والإمبراطورية البيزنطية في عام 568، عندما أقنع مانيا الدبلوماسي الصغدي إستامي بإرسال بعثة إلى القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. حملت البعثة هدايا وحريرًا للإمبراطور جاستن الثاني، رغبة في إقامة تحالف بينهما. وفي عام 569، أرسل البيزنطيون بعثة أخرى إلى إستامي برئاسة زيماركوس. استقبل إستامي البعثة استقبالًا حسنًا، الأمر الذي عزز التحالف العسكري بينهما.[13][15]

أرسلت بعثات أخرى بين عامي575م و 576م بقيادة فالنتين والتي استقبلها طومغان بجفاء بسبب (خيانة مزعومة).[14] They required the members of the Byzantine delegation at the funeral of Istämi to lacerate their faces to humiliate them.[16] وطلبوا من أعضاء البعثة البيزنطي في جنازة إستامي شق وجوههم لإذلالهم، ويمكن مطابقة العداء الذي أظهره الحاكم الجديد طاردو (طردوش يبغو) مع التدوينات البيزنطية.[16][17] [18]

أدت هذه الإهانات إلى انهيار التحالف البيزنطي-الجوكتوركي، لغضب الجوكتورك جراء عدم تلبية البيزنطيين لطموحاتهم، وفشل اتفاقياتهم، وإدراكهم استغلال البيزنطيين لهم عندما أصبحوا غير متوافقين مع أهداف الإمبراطورية البيزنطية. كما أن البيزنطيين أنفسم افتقروا إلى الثقة في شركائهم الجوكتورك.[13]

الحرب الأهلية

انقسمت الخاقانية التركية إلى قسمين بعد وفاة تاسبار خاقان، الذي أوصى بلقب خاقان لابن موقان (أبا خاقان)، إلا المجلس الأعلى عين إشبارا خاقان عوضا عنه، وتشكلت مجموعات حول كل منهما. وكان المنافس الأشرس هو المنافس الغربي، طاردو نجل إستامي، وهو رجل قوي وطموح أعلن استقلاله عن الخاقان بعد وفاة والده، وانتزع اللقب وقاد جيشا إلى الشرق لاسترجاع عاصمة الامبراطوريةأوتوكان. [بحاجة لمصدر]

تقدم إشبارا حاكم الخاقانية الشرقية بطلب إلى الإمبراطور يانغ لحمايته، وهاجم طاردو تشانغآن (شيان حاليا) عاصمة الإمبراطور يانغ حوالي عام 600م، مطالبا الإمبراطور بإنهاء تدخله في الحرب الأهلية. ونجحت سياسة الامبراطور يانغ في التحريض على تمرد أتباع طاردو، مما أدى في نهاية المطاف إلى نهاية عهده عام 603م. وكانت من بين القبائل التي انفصلت الأويغور وشيويانتو. [بحاجة لمصدر]

الخاقانية التركية الشرقية

قسمت الحرب الأهلية الإمبراطورية إلى شرقية وغربية. وخضع الجزء الشرقي وعاصمته أوتوكان لسيطرة الإمبراطور سوي واحتفظ باسمه غوكتورك. هاجم شيبي خاقان (609-619) وإيليغ خاقان (620-630) السهل الأوسط في أضعف لحظاته خلال الفترة بين سوي وتانغ. وكاد هجوم شيبي خان المفاجئ على قيادة يانمن خلال جولة إمبراطورية على الحدود الشمالية أن يوقع الإمبراطور يانغ في الأسر، إلا أن زوجته الأميرة ييتشنغ كانت قد أرسلت إليه تحذيرا مسبقا، مما سمح للإمبراطور والإمبراطورة بالفرار. أعقب ذلك حصار جيش الترك لهم في عام 615م، ورفع الحصار قبل اكتماله بعد وصول تعزيزات الإمبراطور سوي ولورود تقرير كاذب أرسلته الأميرة ييتشنغ إلى زوجها عن هجوم قادم من الشمال.

رأى إيليغ خاقان في حادثة بوابة شوانوو عام 626 فرصة سانحة للانقضاض على الصين، فسار على رأس جيشه إلى تشانغآن. وفي يوم 23 سبتمبر من ذلك العام، وصل إلى ضفة نهر وي شمالي جسر بيان، حيث عسكر استعدادًا للمعركة.

تحالف تانغ تايزونغ مع إيليغ خانوتلاقت قواتهما على مقربة من الجسر في يوم 25 سبتمبر من عام 626. ادعى تايزونغ أن إيليغ خان قد تجاوز الحدود، بينما اعتقد خان أن القوات التي رآها أمامه كانت تعزيزات قادمة من أسرة تانغ. كان إيليغ خان قد التقى ولي العهد لي شيمين قبل عامين في بينتشو وكان لايزال ولي العهد آنذاك، وطلب منه المبارزة.

خشي إيليغ خان من القوة العسكرية للإمبراطور تايزونغ، ووافق على الدخول مع تانغ في حلف سمي "تحالف ويشو" أو "تحالف بيان تشياو".

أرسل الخان 3000 حصان و10000 رأس من الأغنام إلى الحدود بعد ثلاثة أيام من الاجتماع، تعبيرًا عن رغبته في التصالح مع أسرة تانغ. إلا أن الإمبراطور تايزونغ رفض التعويض، معتبرًا إياه غير كافٍ. سجلت الصين خلال تلك الفترة حوالي 67 عملية توغل لقبائل التُّرك في أراضيها.

في النصف الثاني من شهر تشرين الأول عام 627، هطلت ثلوج كثيفة على الأراضي العشبية المنغولية-المنشورية، فغطت الأرض حتى عمق عدة أقدام، مما حال دون رعي مواشي البدو، وتسبب في نفوق أعداد كبيرة منها. ووفقًا لكتاب تانغ الجديد، ذكر الإمبراطور تايزونغ في عام 628 أنه "حدث صقيع في منتصف الصيف، وأشرقت الشمس من نفس المكان لمدة خمسة أيام، وكان للقمر نفس مستوى الضوء لمدة ثلاثة أيام، وتحول لون السماء إلى اللون الأحمر (عاصفة ترابية)."

انهارت دولة إيليغ خان بعد أن ثارت عليه قبائل تييلي التابعة له (626–630)، متحالفةً مع الإمبراطور تايزونغ تانغ. وقد ظهر هذا التحالف القبلي في السجلات الصينية باسم هويهي (الأويغور).

في ربيع عام 630م، انتصر جيش تانغ بقيادة لي جينغ على الخاقانية التركية الشرقية بقيادة إيليغ خان في معركة يينشان. فر إيليغ خان إلى إشبارا شاد، ولكن في مايو من العام نفسه، تقدم جيش تشانغ باوشيانغ إلى مقر إيليغ خان وأسره وأرسله إلى تشانغآن. انهارت الخاقانية التركية الشرقية ودمجت ضمن حدود تايزونغ تانغ. قال الإمبراطور تايزونغ: "لقد استردّت كرامتي التي فقدتها في نهر وي".[19][20]

الخاقانية التركية الغربية

أسس الخاقان الغربي شيغي ووالخاقان تونغ يابغو تحالفًا مع الإمبراطورية البيزنطية ضد الإمبراطورية الساسانية. ونجحا في استعادة الحدود الجنوبية على طول نهري تاريم وآمو داريا، وجعلا عاصمتهما سوياب في وادي نهر تشو، على بعد حوالي 6 كم جنوب شرق مدينة توكموك الحديثة.

شن تونغ يابغو، بمساعدة الخزر والإمبراطور البيزنطي هرقل وفي عام 627م، هجومًا عبر القوقاز، وتمكن من الاستيلاء على دربند وتبليسي. وفي أبريل 630م، أرسل نائبه تونغ بوري شاد جيشًا من الفرسان الغوكتورك لغزو أرمينيا، حيث حقق قائده تشوربان طرخان انتصارًا ساحقًا على جيش فارسي كبير. إلا أن مقتل تونغ يابغو عام 630م أجبر الغوكتورك على إخلاء منطقة القوقاز.

نشأت الخاقانية التركية الغربية الحديثة من خلال الإصلاح الإداري الذي قامت به قبيلة أشينا، والتي أسست الأونوق. وقد سمي هذا الاسم نسبة إلى "السهام العشرة" التي منحها الخاقان لعشرة زعماء من الاتحادين القبليين اللذين شكلا الخاقانية، وهما دولو ونوشيبي، اللذان قسم نهر تشوي أراضيهما. عزز هذا الانقسام نمو الميول الانفصالية، حيث انفصل الزعيم كوبرات من عشيرة دولو عن الخاقانية.

قامت أسرة تانغ بحملة ضد الخاقانية وأتباعها في ولايات الواحات في حوض تاريم. وقد أدت حملة تانغ على مدينة قره خوجه عام 640م إلى تراجع الترك الغربيين، الذين هُزِموا خلال حملات تانغ على مدينة قاراشار عام 644م وحملة تانغ ضد كوتشا عام 648م. وقد أدى ذلك إلى غزو الترك الغربيين على يد دينغفانغ (أسرة تانغ)، الذي أعلن الإمبراطور تايزونغ تانغ خاقانا على الغوكتورك.

فرض إمبراطور تانغ حكمه غير المباشر على طول طريق الحرير وصولا لإيران في عام 657م، وعين خاقانين لحكم قبائل السهام العشرة الغوكتورك. حكم الخاقانون الذين يحملون لقب شينغشيوانغ خمسة سهام من تولو، بينما حكم جيوانغجو خمسة سهام من نوشيبي. تتوافق خمسة سهام من تولو مع المنطقة الواقعة شرق بحيرة بلكاش، بينما تتوافق خمسة سهام من نوشيبي مع المنطقة الواقعة شرق بحر الآرال.

حمل الغوكتورك في تلك الحقبة ألقابًا صينية، وقاتلوا إلى جانب الصين في حروبها. تميز العصر الممتد من 657م إلى 699م في السهوب بوجود العديد من الحكام الضعفاء المنقسمين، الذين انخرطوا في حروب صغيرة مستمرة تحت حماية أنكسي حتى صعود تورجيش.

علم الوراثة

أثبتت الدراسات الجينية أن أصول عائلة أشينا السلالة الحاكمة للخاقانية التركية الأولى، تنحدر من شمال شرق آسيا حصريا. كما وضّحت دراسة نشرت عام 2023 في مجلة علم اللاهوت والتطور هذه النتيجة من خلال تحليل الحمض النووي للإمبراطورة أشينا (551-582)، إحدى ملوك الغوكتورك والسليل المباشر لخاقان الغوكتورك، والتي عثر على رفاتها في ضريح في شيانيانغ، الصين.

خلص الباحثون إلى أن الإمبراطورة أشينا تنتمي إلى المجموعة الفردانية F1d لmtDNA في شمال شرق آسيا. وبلغت نسبة أصلها الجسدي من شمال شرق آسيا القديمة حوالي 96-98%، بينما بلغت نسبة أصلها الجسدي من غرب أوراسيا حوالي 2-4%، مما يشير إلى حدوث اختلاط قديم حوالي عام 1000 قبل الميلاد، ولم يكن لديها اختلاط صيني، ما يدعم الأصل الشمالي الشرقي لقبيلة أشينا وخاقانية الغوكتورك.

غير أن الدراسة بينت أن العالم التركي، بما في ذلك ترك السهوب وترك العصور الوسطى، تميزوا بدرجة عالية (ولكن متغيرة) بأصولهم من غرب أوراسيا، ما يشير إلى وجود بنية فرعية داخل الإمبراطورية التركية.

على سبيل المثال، تشكل الأصول الشمالية الشرقية الآسيوية القديمة نحو 62% من جينوم الأتراك في العصور الوسطى، في حين أن نسبة 38% المتبقية تعود إلى غرب أوراسيا (حضارة مجتمع باكتريا - مارجيانا وحضارة أفانسييفو)، وقد حدث هذا الخلط حوالي عام 500 م. يشير ذلك إلى أن الخاقانية التركية لم تنشأ من نخبة شمال شرق آسيوية، بل من مزيج من مجموعات سكانية مختلفة، وأن انتشار اللغة التركية كان نتيجة انتشار ثقافي، لا انتشار وراثي.

نشرت مجلة نيتشر في مايو 2018 دراسة وراثية تتناول بقايا أربعة من جنود النخبة الأتراك المدفونين في الفترة ما بين عامي 300م و 700م. أظهرت الدراسة أن 50% من عينات Y-DNA تعود إلى المجموعة الفردانية الغربية الأوراسية R1، بينما تعود الـ 50% الأخرى إلى المجموعتين الفردانيتين Q وO في شرق أوراسيا.

واتضح أن عينات الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ تعود أساسا إلى المجموعات الفردانية الشرقية الأوراسية C4b1 وA14 وA15c، بينما حملت عينة واحدة المجموعة الفردانية الغربية الأوراسية H2a.

أشار الباحثون إلى أن هذا التنوع الجيني يشير إلى أن السكان البدو في آسيا الوسطى ربما تأثروا بثقافة وجينات نخبة الأقلية في شرق آسيا، مما أدى إلى زيادة صغيرة ولكن يمكن ملاحظتها في الأصول الشرق آسيوية.

لاحظ الباحثون أيضًا أن أفراد الفترة التركية كانوا متنوعين وراثيًا للغاية، حيث كان بعض الأفراد من أصل غربي أوراسي كامل تقريبًا، ولتفسير هذا التنوع، اقترحوا وجود قادمين أوراسيين غربيين تحركوا شرقًا في السهوب الأوراسية خلال الفترة التركية، مما أدى إلى حدوث ذلك الاختلاط.

أجرى فريق من الباحثين دراسةً في عام 2020 على عيناتٍ جينيةٍ لـ 7 حفريات تعود إلى العصور الوسطى المبكرة، عُثر عليها في مواقع دفنٍ للخاقانات الترك الشرقيين (581-645) في منغوليا.

أوضحت النتائج تنوعا في العينات، حيث حملت في المتوسط 40% من أصول غرب أوراسيا، و60% من أصول شرق أوراسية. وتمثلت أصول غرب أوراسيا في الترك بين أصولٍ سارماتيةٍ ومجتمعٍ باكتريا-مارجيانا، بينما ارتبطت أصول شرق أوراسيا بشمال شرق آسيا القديم.

ولاحظ الباحثون أيضًا أن أصل رعاة السهوب الغربية الترك الغربي آسيوي كان موروثا من أسلافهم الذكور، وهو ما يتوافق مع الزيادة الملحوظة في المجموعات الفردانية الأبوية، مثل R وJ خلال الفترة التركية في منغوليا.

ويعود تاريخ الاختلاط بين أسلاف شرق وغرب أوراسيا للعينات التركية إلى عام 500 ميلادي، أو ما يقرب من 8 أجيال سابقة. حيث حمل ثلاثة (50%) من الذكور الترك المجموعات الفردانية الأبوية J2a وJ1a، وحمل اثنان المجموعة الفردانية C-F3830، وواحد حمل R1a-Z93. أما المجموعات الفردانية الأمومية فقد حددت على أنها D4 وD2 وB4 وC4 وH1 وU7.

معرض صور

المراجع

  1. 馬長壽, 《突厥人和突厥汗國》, 上海人民出版社, 1957, p. 10–11 باللغة الصينية
  2. 陳豐祥, 余英時, 《中國通史》, 五南圖書出版股份有限公司, 2002, (ردمك 978-957-11-2881-8), p. 155 باللغة الصينية
  3. Gao Yang, "The Origin of the Turks and the Turkish Khanate", X. Türk Tarih Kongresi: Ankara 22 – 26 Eylül 1986, Kongreye Sunulan Bildiriler, V. Cilt, Türk Tarih Kurumu, 1991, s. 731. باللغة الإنجليزية
  4. Burhan Oğuz, Türkiye halkının kültür kökenleri: Giriş, beslenme teknikleri, İstanbul Matbaası, 1976, p. 147. «Demirci köle» olmaktan kurtulup reisleri Bumin'e باللغة التركية
  5. Denis Sinor, Inner Asia: history-civilization-languages: a syllabus, Routledge, 1997, (ردمك 978-0-7007-0380-7), p. 26. Contacts had already begun in 545 A.D. between the so-called "blacksmith-slave" Türk and certain of the kingdoms of north China,
  6. Denis Sinor, ibid, p. 101. 'Beyond A-na-kui's disdainful reference to his "blacksmith slaves" there is ample evidence to show that the Turks were indeed specializing in metallurgy, though it is difficult to establish whether they were miners or rather blacksmiths.' باللغة الإنجليزية
  7. Nachaeva (2011)
  8. لينغهو ديفين et al., Book of Zhou, :zh:s:周書/卷50|Vol. 50. باللغة الصينية
  9. Grousset (1970, p. 82)
  10. History and historiography of the Nomad Empires of Central Eurasia. D Sinor. Acta Orientalia Academiae Scientarum Hung. 58 (1) 3 – 14, 2005
  11. Walter Pohl, Die Awaren: ein Steppenvolk im Mitteleuropa, 567–822 n. Chr, C.H.Beck (2002), (ردمك 978-3-406-48969-3), p. 26–29.
  12. 12٫0 12٫1 Grousset 81.
  13. 13٫0 13٫1 13٫2 13٫3 Qiang, Li; Kordosis, Stefanos (2018). "The Geopolitics on the Silk Road: Resurveying the Relationship of the Western Türks with Byzantium through Their Diplomatic Communications". Medieval Worlds (بEnglish). medieval worlds (Volume 8. 2018): 109–125. DOI:10.1553/medievalworlds_no8_2018s109. ISSN:2412-3196.
  14. 14٫0 14٫1 Sinor، Dennis (1996). The First Türk Empire (553–682). UNESCO. ص. 327–332. ISBN:978-92-3-103211-0. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-23.
  15. Whittow، Mark (26 أبريل 2018)، Di Cosmo، Nicola؛ Maas، Michael (المحررون)، "Byzantium's Eurasian Policy in the Age of the Türk Empire"، Empires and Exchanges in Eurasian Late Antiquity (ط. 1)، Cambridge University Press، ص. 271–286، DOI:10.1017/9781316146040.021، ISBN:978-1-316-14604-0، اطلع عليه بتاريخ 2022-01-23، "Mark Whittow directly suggests that this embassy reached an agreement for a joint attack on the Persians planned for 573.
  16. 16٫0 16٫1 Menander، Protector, activeth century (1985). The history of Menander the Guardsman. R. C. Blockley. Liverpool, Great Britain: F. Cairns. ص. 173–177. ISBN:0-905205-25-1. OCLC:14355502.
  17. Peter B. Golden (2011). Central Asia in World History. ص. 39. At a subsequent embassy, Tardu yelled at Valentine in anger, venting his rage saying "Are you not those very Romans who use ten tongues and lie with all of them?
  18. Maurice, Strategikon, ed. Dennis and Gamillscheg, 360;Maurice's Strategikon : handbook of Byzantine military strategy. Emperor of the East Maurice, Orbicius, George T. Dennis. Philadelphia. 1984. ص. 116. ISBN:0-8122-7899-2. OCLC:9575024. They [the Turks] were superstitious, treacherous, foul, faithless, possessed by an insatiate desire for riches. They scorn their oath, do not observe agreements, and are not satisfied by gifts. Even before they accept the gift, they are making plans for treachery and betrayal of their agreements. They are clever at estimating suitable opportunities to do this and taking prompt advantage of them. They prefer to prevail over their enemies not so much by force as by deceit, surprise attacks, and cutting off supplies.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: آخرون (link)
  19. Old Book of Tang, :zh:s:舊唐書/卷3|Vol. 3. باللغة الصينية
  20. Ouyang Xiu et al., New Book of Tan,:zh:s:新唐書/卷093|Vol. 93. باللغة الصينية