تلخيص الوثائق المتعددة

تلخيص الوثائق المتعددةهي تقنية آلية وتلقائية تهدف إلى استخراج المعلومات من مجموعة من الوثائق النصية والتي تتمحور حول نفس الموضوع.
تلخيص الوثائق المتعددة، مشهد تخيلي مولد باستخدام الذكاء الصنعي.
تلخيص الوثائق المتعددة، مشهد تخيلي مولد باستخدام الذكاء الصنعي.

تلخيص الوثائق المتعددة أو (تلخيص المستندات المتعددة) هي تقنية آلية وتلقائية تهدف إلى استخراج المعلومات من مجموعة من الوثائق النصية والتي تتمحور حول نفس الموضوع. وينتج عن ذلك تقرير موجز يمكن المستخدمين مثل مستهلكي المعلومات المحترفين من التعرف على الموضوع بسرعة ويساعدهم على فهم المعلومات الواردة في تلك الوثائق أو المستندات. تُكمل أنظمة تلخيص الوثائق المتعددة جهود مجمعي الأخبار في التعامل مع الكم الهائل من المعلومات.

تتمتع هذه التقنية بالعديد من الفوائد، بما في ذلك:

  • التبسيط: يسهل تلخيص الوثائق المتعددة عملية البحث عن المعلومات بتوفير وجهة نظر شاملة حول موضوع ما في وثيقة واحدة.
  • السرعة: يمكن أن يوفر تلخيص الوثائق المتعددة وقتًا وجهدًا كبيرين بتقليل الحاجة إلى قراءة جميع الوثائق الأصلية.
  • الشمولية: يمكن أن يوفر تلخيص الوثائق المتعددة منظورات متعددة حول موضوع ما، مما يساعد المستخدم على فهم الموضوع فهما أعمق.

ومع ذلك، تواجه ملخصات الوثائق المتعددة أيضًا بعض التحديات وأبرزها التناقضات حيث يمكن أن تؤدي الاختلافات في الآراء أو التحيزات في الوثائق الأصلية إلى صعوبة إنشاء ملخص شامل لا يحتوي على أي تضارب.

أبرز الفوائد والصعوبات

يُمكّن تلخيص الوثائق المتعددة من إنشاء تقارير معلوماتية موجزة وشاملة، وذلك بجمع الآراء المختلفة وتصنيفها، مما يسمح بوصف كل موضوع من وجهات نظر متعددة في وثيقة واحدة.

يسعى الملخص الموجز إلى تبسيط البحث عن المعلومات واختصار الوقت، وذلك بالإشارة إلى وثائق المصدر الأكثر صلة. أما الملخص الشامل متعدد المستندات، فيحتوي من الناحية النظرية على المعلومات المطلوبة، مما يحد من الحاجة إلى الوصول إلى الملفات الأصلية، إلا في الحالات التي تتطلب مزيدًا من الدقة.

يصعب تلخيص وثائق متعددة ذات آراء متضاربة في الواقع العملي، بل يكاد يكون من المستحيل تحقيق تلخيص استخراجي واضح لها. لذا، فإن التلخيص التجريدي هو الحل الأنسب في هذه الحالة.

تُستخرَج الملخصات التلقائية للمعلومات من مصادر متعددة باستخدام خوارزمية استخراج، دون تدخل بشري مباشر، مما يجعلها محايدة نسبيًا. ومع ذلك، تظل الصعوبات قائمة عند إنشاء ملخصات تلقائية للوثائق ذات الآراء المتباينة أو المتضاربة.

تحديات تقنية

تلخيص الوثائق المتعددة أشد تعقيدا من تلخيص وثيقة واحدة مهما كانت طويلة، وذلك لتنوع موضوعاتها. وتهدف تقنية التلخيص الجيدة إلى الجمع بين الموضوعات الرئيسة والاكتمال والسهولة في القراءة والإيجاز.

طورت مؤتمرات فهم الوثائق، التي ينظمها المعهد الوطني للمعايير والتقنية في الولايات المتحدة كل عام، معايير تقييم متطورة لتقييم تقنيات تلخيص المستندات المتعددة.[1]

ينبغي أن يهدف نظام تلخيص الوثائق المتعددة المثالي إلى تقصير النصوص المصدرية، وتقديم معلومات منظمة حول الجوانب الرئيسة لموضوع معين، مع تمثيل وجهات النظر المتنوعة. وبذلك، ينتج ملخصاً يعطي نظرة عامة شاملة على الموضوع.

فيما يلي معايير جودة تلخيص الوثائق المتعددة:

  • يتميز النص بوضوح الهيكل، من خلال احتوائه على مخطط تفصيلي للمحتوى الرئيسي، مما يسهل الانتقال بين أقسام النص.
  • يتميز النص بالتقسيم إلى فقرات ذات معنى، مما يساعد على فهمه بسهولة.
  • يتميز النص أيضًا بالانتقال التدريجي من الجوانب الموضوعية الأكثر عمومية إلى الجوانب الموضوعية الأكثر تحديدًا، مما يضمن سهولة فهمه.
  • سهولة القراءة.

تستحق النقطة الأخيرة وقفة متأنية، إذ يلزم توخي أقصى درجات الحيطة والحذر للتأكد من أن النظرة العامة التلقائية تظهر:

  • خلو الوثائق المعنية من المعلومات غير ذات الصلة.
  • لا مراجع معلقة إلى ما لم يذكر أو يشرح في النظرة العامة.
  • لا نصوص تفك الترابط بين الجمل.
  • لا تكرار دلالي.

أنظمة تلخيص الوثائق المتعددة

بلغت تقنية تلخيص المستندات المتعددة مرحلة النضج، وهي وجهة نظر تدعمّها مجموعة من الأنظمة المتقدمة المستندة إلى الويب المتوفرة حاليًا.

  • يقدم موقع ReviewChomp ملخصات موجزة لمراجعات العملاء لكل منتج أو خدمة. حيث أن بعض المنتجات قد تحتوي على آلاف المراجعات عبر الإنترنت، مما يجعل من الصعب على البشر قراءة جميع المراجعات في الوقت الحالي. لذا، يقوم الموقع بالبحث عن المنتج أو الخدمة المطلوبة، ثم يعرض ملخصًا موجزًا لمراجعات العملاء.
  • الأداة المساعدة البحثية الشاملة (بالإنجليزية: Ultimate Research Assistant)‏ - تُنقِّب عن النصوص في نتائج البحث عبر الإنترنت، لتلخيصها وتنظيمها، وتسهيل إجراء البحث للمستخدم. وتستخدم الأداة تقنيات التنقيب عن النصوص، مثل استخراج المفاهيم وتلخيص النصوص، وتجميع المفاهيم الهرمية (مثل إنشاء التصنيف الآلي)، وتقنيات التصور المختلفة، مثل سحب العلامات والخرائط الذهنية.[2]
  • نظام iResearch Reporter المتقدم لاستخراج النصوص وتلخيصها، حيث يسمح الموقع التجريبي المجاني للمستخدمين بإدخال استعلامات بحثية، ثم يُمرر الموقع الاستعلامات إلى محرك بحث Google لاسترداد المستندات ذات الصلة. بعد ذلك، ينتج الموقع تقارير موجزة باللغة الطبيعية مصنفة وسهلة القراءة تغطي مستندات متعددة في المجموعة المستردة، بالإضافة إلى جميع المقتطفات المرتبطة بالمستندات الأصلية على الويب والمعالجة اللاحقة واستخراج الكيانات واستخراج الأحداث والعلاقات واستخراج النصوص واستخراج التجميعات وغيرها.[3]
  • Newsblaster هو أداة ذكية تساعد المستخدمين على الوصول السريع إلى أهم الأخبار التي تهمهم. حيث يقوم النظام بجمع الأخبار من مصادر مختلفة، وتصنيفها وتلخيصها تلخيصا آليا، ويقدمها للمستخدمين تقديما سهلا للاستخدام.[4]
  • يمكن ل NewsInEssence استرداد وتلخيص مجموعة من المقالات من الويب، سواء كانت مقالات مشابهة لمقالة معينة، أو مقالات تطابق مجموعة من الكلمات الرئيسية. كما يقوم البرنامج بتنزيل المقالات الإخبارية يومياً، وإنتاج مجموعات إخبارية منها.[5]
  • NewsFeed Researcher بوابة إخبارية تلخص تلقائياوباستمرار المستندات التي جمعها في البداية مجمعوا الأخبار، مثل أخبار Google. وتستند هذه البوابة إلى محرك مجاني عبر الإنترنت يغطي الأحداث الرئيسية في الأعمال والتكنولوجيا والأخبار الأمريكية والدولية. كما تتوفر هذه الأداة في الوضع عند الطلب، مما يسمح للمستخدم بإنشاء ملخص عن الموضوعات المحددة.[6]
  • Scrape This الذي يشبه محرك البحث في الشكل، ولكنه يختلف في المضمون. فبدلًا من توفير روابط لمواقع الويب ذات الصلة، يقوم "Scrape This" بجمع المعلومات ذات الصلة من مواقع الويب ذات الصلة ويقدمها للمستخدم في صورة ملخص موحّد متعدد الوثائق، بما في ذلك تعريفات القاموس والصور ومقاطع الفيديو.[7]
  • JistWeb هو مُلَخِّص وثائق متعددة خاص بالاستعلام.[8]

نظرا لأن ملخصات الوثائق المتعددة الىلية تتشابه مع الملخصات اليدوية، فقد يواجه مستخدموا هذه النصوص المستخرجة مشكلات تتعلق بمفهوم حقوق الطبع والنشر والاستخدام العادل.

المراجع

  1. "Document Understanding Conferences". Nlpir.nist.gov. 9 سبتمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-10.
  2. "Generate Research Report". Ultimate Research Assistant. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-10.
  3. "iResearch Reporter service". Iresearch-reporter.com. مؤرشف من الأصل في 2013-06-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-10.
  4. [1] نسخة محفوظة April 16, 2013, على موقع واي باك مشين.
  5. [2] نسخة محفوظة April 11, 2011, على موقع واي باك مشين.
  6. "News Feed Researcher | General Stuff". Newsfeedresearcher.com. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-10.
  7. [3] نسخة محفوظة September 19, 2009, على موقع واي باك مشين.
  8. [4] نسخة محفوظة May 29, 2013, على موقع واي باك مشين.